:

فلتكن رسالة :

عزيزي الفرح ، كيف حالك ؟ ، أعلم أنك اسم على مسمى ، لكني شخص يحب الاطمئنان على الكل ، حتى و إن كان متأكدا من أنهم بخير ، انا هنا ، و لست أنتظرك ، قبل مدة ، كنت أنتظر الطبقة  الشعورية ، أنت و الحزن و السعادة و الكآبة ، أصدقاء رائعون ، كنت أنتظر زيارتكم لي بشدة ، أجهز نفسي و كأن لي موعدا ، و أستقبلكم ببهجة ، أنا يا سيدي ما عدت أنتظرك ، و ما عدت أتمنى قدومك ، تلك الصغيرة التي كانت تعانقك لتشعر بك ، ما عادت تنتظرك ، لكن ، استطعت أن أتعلم الكثير في غيابك ، سابقا كنت أنتظر زيارة أحدكم ، لأحادثه ، لأطمئن معه على حال و حاله ،  علمتني الآيام كيف أحضركم بنفسي ، كيف أجعلكم تزورونني دون انتظاركم ، لذا ، أنا أفعل أشياء أحبها ، و أنت إلى جانبي ، معناها أننا فرحان ، صرت قادرة على استحضار أي شعور أريده ، في أي وقت أريده ، مرحب بكم في كل وقت .

أيها الفرح نحن هنا..!

الوقت متاخر جدا ، إنها بعد منتصف الليل بأكثر من ساعة و نصف ، ليس الأمر أني لم أستطع النوم ، منذ رحيلك صرت أنا و النوم صديقان جيدا ، إنه يلبي طلبي في وجوده كلما أردته ، لكنني لم أستطع التوقف عن التفكير ، “الطرف الثالث” ، لماذا يتوجب دائما أن يكون هذا الطرف سيئا ؟ ، بسبب الغيرة ؟ الحسد ؟ الحقد ؟ ، لا أعلم حقا ، لم أدخل مثلثية برمودا العجيبة هذه من قبل ، كما أني لا أنوي أن أكون إحدى الزوايا أبدا ، إما أنا و أنت ، و إما أنت و هي ،لست مهتمة بخوض حروب و معارك لا فائدة منها ، لكن ، إذا كنتما معا ، لماذا يجب أن يكون الطرف الثالث مستاءا ؟ ، لم أدخل المثلثية سابقا ، لكني كما قلت سابقا ، لا أرضى بأن تشاركني فيك إحداهن ، أنا الآن لا أحبك ، لذا كن مطمئنا ، أتمنى لكما السعادة التي يفترض أن تكون لنا ، و أن تكون لها الشخص الذي لطالما تمنيته .  

ختاما ، مثلثية برمودا ليست تجربة جيدة ، بعد أن تخوضها ستجد نفسك مستاءا منك جدا ، ربما تكره نفسك ، ربما تمرض ، ربما تصاب بالاكتئاب ، كل هذا بسبب طرف ثالث ، عجيب امرك

أذكر أنك سألتني غير مرة :

“ لماذا تحبينني ؟ و لماذا تغارين علي إلى هذا الحد ؟ رغم أنك لا تعرفينني “

أجبتك كلما سألتني إجابات كثيرة لا أدري حقا ، أيها كانت السبب الحقيقي ؟ لكن ، الآن أنت غير موجود  دعني أجيبك، لربما صادفك الجواب ذات يوم ، لربما فهمت  “ أنا لست عبارة عن شخص واحد ، أتكون من الأنا خاصتي ، و من جانب سوداوي و جانب نوراني ، اعتبرهما صديقتاي ، و صرت صديقة  لهما ، سوداوية كانت تخبرني دوما أنها بحاجة إلى شخص تحبه ، حاولنا اقناعها أنا و نورانية كثيرا بأن تحب عائلتها و تنسى ، لكنها أبت ، قمت بتلبية طلبها ، و ظهرت أنت في حياتها ، كانت تحبك جدا ، جعلت لك كراسا خاصا ، تكتب لك فيه كل ما تشعر ، كانت تطمئن في وجودك ، و تطير فرحا عندما تخبرها عن تفاصسل يومك ، كانت مهتمة لتعرف أدق التفاصيل فيك ، لكنها تجاوزت حدودها ، و أخبرتنا دون سابق إنذار أنها تريد أن تبقى معك للأبد ، أردت إعادتها للواقع ، أخبرتها غاضبة أنت تحبين شخصا لا يحبك ، حينها قالت بكل ثقة أنك تسألها عن حالها و تساعدها في دراستها ، تشاركها سعادتها ، و تخفف عنها حزنها ، إذا أنت تحبها حتى لو لم تكن قد قلت ذلك ، لم أرغب في أن أجعلها تفلتك في منتصف جنونها بك ، في تلك الليلة ،و بعد أن أخبرتها أنت بالحقيقة ، طلبت مني أن أرد عليك بدلا عنها ، كانت مقتنعة على كل حال ، نعرف نهاية الحب من طرف واحد سابقا ، و اختفيت ، كانت تحبك لأنك كنت ملجأها من عائلتها ، من محيطها ، و حتى من صديقتيها أنا و نورانية ، شكرا لأنك كنت موجودا طيلة تلك السنوات الثلاث ، جعلتها الآن أكثر قوة أكثر سعادة أكثر حبا للحياة ، لكننا  ، بخير بدونك ، ابق بعيدا ، التواجد بقريك مؤذ ، مؤذ لنا جدا “

جعلتها تحرق الكراس خاصتك بيديها ، و جعلتها تخرجك أنت و مشاعرها اتجاهك بكامل إرادتها ، يبدو أنها أقوى مما تتوقع

‏"من حُسن لطفك بنفسك، ألَّا تعاتب من هان عليه وِدّك".

أخبرني رغم أننا كنا لا نعرف بعضنا البعض جيدا كلاما لم أنسه و لا أريد نسيانه :

“ أنا شخص محطم و غير قابل للترميم و معي فتاة أخرى مكسورة الخاطر ، هل نستطيع بناء أنفسنا من جديد ؟ أم أن الحطام سيبقى حطاما ؟ “

الشيءُ الألطف الذي فعَلهُ لكَ شخصٌ غريبْ ؟!

هناك شيء لا زلت مستغربة منه كلما تذكرته ، كيف أفلتتك بتلك السهولة ؟ ، كنت أحبك لدرجة أنني لا أذكر ماذا كان يحدث من حولي آنذاك ، كيف استطعت أن أتخلى عنك دون محاولة و لو صغيرة لابقائك ؟ ، أعرف أن ذاك الشخص الذي كنت أحبه كان شخصا غريبا ، يخبر الآخرين أنه لا ينوي فعل ما يطلبونه ثم يفاجئهم بتلبيته في الوقت المناسب ، كيف لم أفكر حتى في سؤالك لأتأكد هل هي النهاية حقا ؟ ، لماذا لم يخطر على بالي في أن أستفسر عنها ، عن اسمها ، عن الشيء الذي أعجبك فيها ، أو متى وقعت في حبها ؟ ، كيف اختفت كل تلك الأسئلة و لم أقل الكثير من غير كلمة “دمت “ ؟ ، لا أسألك على كل حال   ، أسأل نفسي طبعا ، كنت أنا التي تجيب على أسئلتك الفضولية ، لكن هذا لا يعني أنني غير قادرة على أن أجيبني .

-سأجيب حالما أجد جوابا مناسبا .