.

و لا أحب من يتصف بصفة واحدة منها ، أحب أن أتحدث معك عن خططك المستقبلية ، عن حياتك التي تتمناها ،” عن الكواكب و عن انتمائك لأي منها ، أفضل أن أحادث شخصا ذا عقل متفتح ، لا يردد لي “فكري بمنطقية و عقلانية “ و إنما يشاركني جنوني و أفكاري الغريبة ، يخبرني عن أصدقائه ، عن عائلته ، لا مع شخص فكره منغلق ، يردد لي كوني عقلانية ، أنا الآن بخير ، بخير جدا ، أنا أملكني ك الشخص الذي أود مقابلته ، ك الشخص الذي استطيع التحدث إليه  بأرياحية دون أن أخشى علي من أن أسيء فهمي .”

" لا أحبُّ المحادثاتِ القصيرة ، أفضلُ أن أديرَ نقاشًا طويلًا عن الحياةِ والموت ، والسحر والذكاء ، والذراتِ والمجرات ، ومخاوف الطفولةِ وأكاذيبها وما يمكنُ أن يبقيكَ مستيقظًا من القلق في الليل، أريد أن أحادثَ شخصًا شغوفًا ذا عقل مُتّقد ، لا أن أتكلمَ مع من يريدُ أن يعرفَ فقط - كيف حالك الآن ؟ - "

‏- وودي آلن .

ماذا لو .. ؟

لكن ، فلننظر للأمر من منظوره الصحيح ، ماذا لو نعيد جمعها قطعة قطعة  ؟ ، نؤجل كل أولوياتنا ، و نوليها اهتماما خاصا ، نجعلها من جديد مرآة كاملة ، نأخذ نفسا عميقا ، نسمي الله ، و ننظر إليها بكل قوانا العقلية و العاطفية ، نبصرها بمنظورها الذي تجاهلناه طويلا ، و نتقبلها بكل صدر رحب .

“ لماذا لم أنظر إلى الحقيقة من البداية ؟ أكان هذا السبب التافه يستحق معاناتي كل تلك المدة ؟ لا بأس ، حقيقة عادية ككل الحقائق ، لم يحدث أي شيء بعد النظر إليها ، و تستمر الحياة “

وماذا لو أن الحقيقة كانت گ مرآة نحطمها لأجزاء صغيرة ونتركها ونمضي ثم نعود اليها بين الحين والآخر ..

-لنطمئن أنها مازالت بخير محطمة كما تركناها ؟!

رغم ذبولها كليا و تقوس جذرها حتى أنها تكاد تسقط ، إلا أنني عاهدت نفسي ، لا أريد أن أسقي الوجع ليكبر و يخنقني ألما ، دعها تذبل ، دعيها تذبل ، دعاها تموت 

لا أحد منكما بحاجة للآخر

اذبلي .

- رغمَ ذُبولِ زهورِ أحاديثِنا مُؤخرا ، لا أعرفُ لماذا ظننتُ أني أجيدُ التخلي ، لأن كل ما أفعلهُ حاليًا مُراقبةُ تلكَ الورود الميتة .. داعيةً أن تحيا - بطريقةٍ أو بأخرى - من جدِيد .

‏"ما يجعله مطمئناً هو أن لا أحد من الذين فارقوه يعرف حقيقته

‏لم يحبه أحداً بتلك الطريقة التي كان يتمناها،

‏لم يكونوا يوماً على علم بما يدور في أعماقه .. عرفوه لطيفاً وغادرهم بشكل ألطف لم يترك خلفه سوى اسمه الذي لن يتمكنوا من نسيانه".

‏"من حُسن لطفك بنفسك، ألَّا تعاتب من هان عليه وِدّك".

هناك شيء لا زلت مستغربة منه كلما تذكرته ، كيف أفلتتك بتلك السهولة ؟ ، كنت أحبك لدرجة أنني لا أذكر ماذا كان يحدث من حولي آنذاك ، كيف استطعت أن أتخلى عنك دون محاولة و لو صغيرة لابقائك ؟ ، أعرف أن ذاك الشخص الذي كنت أحبه كان شخصا غريبا ، يخبر الآخرين أنه لا ينوي فعل ما يطلبونه ثم يفاجئهم بتلبيته في الوقت المناسب ، كيف لم أفكر حتى في سؤالك لأتأكد هل هي النهاية حقا ؟ ، لماذا لم يخطر على بالي في أن أستفسر عنها ، عن اسمها ، عن الشيء الذي أعجبك فيها ، أو متى وقعت في حبها ؟ ، كيف اختفت كل تلك الأسئلة و لم أقل الكثير من غير كلمة “دمت “ ؟ ، لا أسألك على كل حال   ، أسأل نفسي طبعا ، كنت أنا التي تجيب على أسئلتك الفضولية ، لكن هذا لا يعني أنني غير قادرة على أن أجيبني .

-سأجيب حالما أجد جوابا مناسبا .